في عصر التكنولوجيا والانفتاح الرقمي، أصبح التشتّت الذهني جزءًا من يوميات معظم الناس. ننتقل من تطبيق إلى آخر، من إشعار إلى إشعار، دون أن نمنح عقولنا فرصة للتركيز الحقيقي. ومع أن هذه الأدوات صُمّمت لتسهيل حياتنا، إلا أنها كثيرًا ما تُربكنا أكثر مما تنفعنا.
دراسات عديدة أظهرت أن التركيز العميق أصبح عملة نادرة. يقاطع الإنسان نفسه عشرات المرات في الساعة الواحدة، إما بتفقد الهاتف، أو الرد على رسالة، أو حتى مجرد تصفح بلا هدف. وهذا التشتّت المستمر يجعل الإنجاز صعبًا، ويؤثر سلبًا على جودة التفكير والإنتاج.
الأخطر من ذلك أن هذا النمط المتسارع قد يخلق نوعًا من القلق الدائم، حيث يشعر الفرد بأنه متأخر دائمًا، أو أنه لا ينجز ما يكفي. فبدلًا من الشعور بالرضا بعد يومٍ حافل، ينتهي به المطاف مرهقًا، مشتتًا، دون نتيجة واضحة.
لكن لا يزال بإمكاننا استعادة السيطرة. يمكننا تحديد أوقات مخصصة للتركيز، إغلاق الإشعارات، أو ممارسة أنشطة تعيد الذهن إلى حالة الهدوء مثل القراءة أو التأمل أو حتى المشي في الطبيعة. المفتاح هو الوعي بأن العقل يحتاج فترات من الهدوء لكي يعمل بكفاءة.
في زمن التشتّت، يصبح التركيز مهارة ثمينة. وكل دقيقة نقضيها بوعي وانتباه، هي خطوة نحو حياة أكثر عمقًا، وسكينة، وإنجاز.